رغم هزيمة «داعش».. مصير نحو 2800 مختطف إيزيدي لا يزال مجهولاً

رغم هزيمة «داعش».. مصير نحو 2800 مختطف إيزيدي لا يزال مجهولاً
إيزيديات يطالبن بالكشف عن مصير أقاربهن

كشف مسؤول مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين في العراق، حسين قائدي، عن أن ما لا يقل عن 3583 إيزيديًا، بينهم رجال ونساء وأطفال، تم تحريرهم حتى الآن من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. 

وأضاف قائدي، في تصريح لقناة "الحرة" الأمريكية، اليوم الأحد، أن هناك معلومات تشير إلى وجود مختطفين آخرين في مخيم الهول السوري، الذي يُعدّ واحدًا من أكبر مخيمات اللاجئين في المنطقة. 

وأوضح المسؤول العراقي أن المكتب الذي تم فتحه في أكتوبر 2014 قد نجح في تحرير هذا العدد من الضحايا، في حين كان عدد المختطفين الإيزيديين الذين سقطوا في يد داعش منذ بداية الهجوم على سنجار في أغسطس 2014 قد وصل إلى 6417 شخصًا، بينهم رجال ونساء وأطفال.

هجوم داعش على سنجار

في أغسطس 2014، شنّ تنظيم داعش هجومًا واسعًا على منطقة سنجار، ذات الغالبية الإيزيدية، حيث ارتكب مجازر إبادة جماعية بحق المدنيين. 

استهدفت هجمات تنظيم داعش النساء والأطفال، حيث قام عناصر التنظيم باختطاف الآلاف منهم كجزء من سياسات التطهير العرقي التي انتهجها التنظيم المتطرف. 

ورغم الجهود المبذولة لتحرير المختطفين، لا يزال العديد من الإيزيديين يعيشون في مخيمات نزوح بسبب الوضع الأمني غير المستقر في مناطقهم الأصلية.

الانتصار على داعش

تمكنت قوات البيشمركة الكردية في نوفمبر 2015 من طرد داعش من سنجار بمساندة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. 

وفي أغسطس 2017، أعلنت الحكومة العراقية طرد التنظيم من محافظة نينوى بشكل كامل، لتعلن بعدها "الانتصار" على داعش في نهاية العام ذاته، لكن بعد 7 سنوات من الهزيمة، لا يزال العديد من الإيزيديين يواجهون تحديات كبيرة في العودة إلى ديارهم بسبب استمرار الأوضاع الأمنية المعقدة في سنجار، بينما يعيش الآلاف منهم في المخيمات.

مقابر جماعية

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في أغسطس الماضي أن أكثر من 2600 امرأة وفتاة إيزيدية لا يزلن في عداد المفقودين، في حين تجري عمليات تحديد هوية الجثث التي تم العثور عليها في مقابر جماعية.

وبحسب تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، فإن "الدعم للمجتمعات التي عانت من هذه المأساة المروعة لا يتزعزع"، مشددًا على أهمية تكريم الناجين والمفقودين والعمل على إعادة بناء هذه المجتمعات المدمرة.

تحديات تحديد الرفات

في خطوة تهدف إلى إغلاق ملف مآسي الإيزيديين، حددت السلطات العراقية 93 مقبرة جماعية منذ يوليو الماضي، يُعتقد أنها تحتوي على رفات ضحايا الإبادة الإيزيدية. 

من بين هذه المقابر، لم يتم فتح 32 مقبرة بعد، فيما تقع في مناطق سنجار والبعاج. ومن بين الآلاف الذين لم يتم العثور عليهم، تم استخراج رفات أقل من 700 شخص، وتم تحديد هوية 243 جثة فقط وإعادتها إلى عائلاتهم. 

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن داعش ترك خلفه أكثر من 200 مقبرة جماعية في العراق، يُحتمل أن تضم نحو 12 ألف جثة.

ما بعد داعش

يسعى العراق حاليًا بجدية لطي صفحة حكم داعش المروع، الذي ترك آثارًا مدمرة على الأرض. يشمل ذلك إغلاق المخيمات التي تؤوي الإيزيديين النازحين وتنفيذ أحكام الإعدام بحق مرتكبي الجرائم المرتبطة بالتنظيم. 

ورغم هذه الجهود، يبقى أمام الإيزيديين طريق طويل نحو التعافي الكامل من آثار هذه المأساة الإنسانية التي تسبب فيها تنظيم داعش الإرهابي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية